وزير يكشف والأجهزة الأمنية تنفي.. جدال في إسرائيل حول السردين الأخضر" العميل داخل حماس"

تل أبيب: كشف عضو الكنيست الإسرائيلي إلموغ كوهين، عن تعاون سرّي بين جهاز الأمن العام "الشاباك" وعميل لدى حركة حماس، يُرمز له باسم "السردين الأخضر"، وهو ما نفته الدوائر الأمنية في تل أبيب، الأمر الذي تسبب بإثارة الجدل في البلاد.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن كوهين، قوله إن العميل أبلغ الأجهزة الأمنية في تل أبيب باجتماعات لحماس قبل أحداث الـ7 من شهر أكتوبر/تشرين الأول للعام 2023، لكنها لم تحرك ساكنًا لإحباط الهجوم.
وأكد عضو الكنيست أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت على علم تام بتجمعات في مساجد غزّة قبل الهجوم"، وفقًا للصحيفة.
وأثارت "معاريف" نقاشًا داخليًا حول مصطلح "الخيانة من الداخل"، الذي استخدمه بعض نواب اليمين المتطرف عند وصف "التعاون بين شخصيات إسرائيلية وحماس".
وتعارضت رواية "السردين الأخضر" مع تقديرات أمنية إسرائيلية، أكدت في حينه "غياب مؤشر واضح حول استعدادات حماس لهجوم واسع على إسرائيل"، وهو ما عكس ضبابية في تفسير دقيق للإشارات الاستخباراتية لدى جهاز الأمن العام "الشاباك"، وكذلك أجهزة الأمن الإسرائيلية كافة.
واعتمدت دوائر أمنية في تل أبيب على "ضبابية تفسير الإشارات الاستخباراتية الدقيقة" قبل أحداث 7 أكتوبر، في ضحد سردية عضو الكنيست إلموغ كوهين، واعتبرتها "مزيج من الدعاية والمعلومات المضللة"، التي تشتت الانتباه عن الأسباب الحقيقية لفشل التقدير الاستخباراتي.
وقالت تلك الدوائر إن هذه المعلومات كانت جزءًا من تحذيرات عامة، أرسلها "الشاباك" حينها إلى بقية الأجهزة، ولم تشكل مؤشرًا واضحًا على استعدادات لهجوم واسع.
وأضافت أن الادعاءات حول وجود عميل "السردين الأخضر" في غزة، كما زعم كوهين خلال جلسة برلمانية، لا أساس لها في الواقع، ولم يوجد أي جهاز أمني إسرائيلي يتعامل مع شخصية بهذا الاسم، مؤكدة أن ادعاء عضو الكنيست "محض مزحة أو اختلاق".
ورغم ذلك، وجهت "معاريف" العبرية انتقادًا مباشرًا لقيادات إسرائيل الأمنية والسياسية، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لعدم اتخاذ إجراءات استباقية رغم التحذيرات الأمنية من مخاطر الحرب.
وذكرت أن "نتنياهو تلقّى، في يوليو/ تموز 2023، تحذيرًا من "الشاباك" بأن الوضع قد يتحول إلى "إنذار لاندلاع حرب"، لكنه لم يهتم بعقد مناقشة جادة أو نشر جاهزية خاصة لدى الأجهزة، معتبرة أن هذا النهج أهدر تطبيق واجبات اليقظة الأمنية، ومن شأن أي لجنة تحقيق مستقلة اعتباره فشل أمني.
وانتهت الصحيفة العبرية إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا في جمع المعلومات، لم يعوض إسرائيل عن غياب العملاء البشريين، وأن افتقار أجهزة تل أبيب إلى شبكة عملاء مؤثرة داخل غزة كان عاملًا أساسيًا في عدم توقع السيناريو، الذي سبق 7 أكتوبر.
في المقابل، أشارت إلى ما وصفته بـ"نجاحات كبيرة" في جمع معلومات حول إيران وميليشيا "حزب الله" اللبنانية، مقارنة بالعجز في غزة، ما يعكس إخفاق الاستخبارات الإسرائيلية في التعامل مع غزة.
وردا على رواية ألموغ نفت الأجهزة الأمنية وجود مثل ذلك، واعتبرته مزحه، وقالت أننه لم يكن لديها عمل مهم طوال سنوات.


















