تنظيم القاعدة يضيق الخناق على باماكو ويهدد بالسيطرة على مالي

رصد - أفادت تقارير دولية وإعلامية متطابقة بأن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة تُشدد حصارها الخانق على العاصمة المالية، باماكو، مع اقترابها من تحقيق هدف السيطرة على الدولة الواقعة في منطقة الساحل. يأتي هذا التصعيد وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وعمليات إجلاء متسارعة لرعايا بعض الدول الغربية، وتساؤلات حول فعالية وجود القوات الروسية الداعمة للمجلس العسكري الحاكم.
🔥 تفاصيل الحصار والوضع الميداني
لا يعتمد التنظيم على هجوم عسكري مباشر حتى الآن، بل على استراتيجية عزل العاصمة عن إمدادات الوقود والغذاء، من خلال استهداف قوافل النقل وقطع طرق الإمداد الرئيسية. وقد تسبب هذا الحصار في أزمة وقود خانقة وشلل شبه كامل للحياة في باماكو، مما دفع دولاً مثل الولايات المتحدة إلى إصدار أوامر لموظفيها بمغادرة البلاد.
بينما لم ترد تأكيدات رسمية بشأن انسحاب الجيش الوطني من العاصمة، تشير التقارير إلى وجود هشاشة أمنية وتراجع لقدرة الجيش المالي على المواجهة الفعالة، خاصة بعد انسحاب مجموعة "فاغنر" الروسية واستبدالها بـ "الفيلق الأفريقي" التابع لوزارة الدفاع الروسية، الذي يواجه انتقادات بفشل نهجه في مكافحة الإرهاب. الجدير بالذكر أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن قادة الجماعة يستلهمون تجربة طالبان في أفغانستان، معتبرين سيطرتها على كابل "خارطة طريق" لتحقيق سيطرة كاملة على حكم مالي.
🚨 دلالات دولية: هل ينتصر التطرف الإسلامي وتقترب الحرب الروسية الأمريكية؟
تُشكل التطورات في مالي سابقة خطيرة، حيث يخشى المحللون من أن يصبح تنظيم القاعدة قادراً على السيطرة فعلياً على دولة كاملة في منطقة الساحل المضطربة، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار مالي وانتشار الفوضى الإرهابية إلى دول غرب إفريقيا الساحلية الأكثر استقراراً.
تتصاعد حدة المخاوف الدولية بشأن انعكاسات الأزمة على التوازنات الجيوسياسية؛ إذ يُنظر إلى هذا التصعيد على أنه دليل على محدودية أو فشل النهج الروسي في احتواء التنظيمات المتطرفة في المنطقة. يرى بعض المحللين أن الساحل الإفريقي تحوّل إلى جبهة جديدة ضمن سياق أوسع لـ "الحرب الروسية الأمريكية" غير المباشرة، حيث تحاول كل قوة بناء نفوذها وملء الفراغ الأمني الناتج عن انسحاب القوات الغربية. إن فشل أي طرف في تحقيق الاستقرار يُترجم إلى مكسب لخصمه وتفاقم لخطر التطرف على المستوى العالمي.


















